تغاريد غير مشفرة .. نهب مثل الموت

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

لا يملكون مشروعا أو حتى فكرة تنقذنا مما نحن فيه، أو تعييننا على حاضر بات من نار وجحيم..

أما المستقبل فمصادر، ولم نعد نراه حتّى سرابا أو نسمع به حتى وعودا من وهم وخيال، بل بات ظلمات فوق ظلمات، وعدم فوق عدم.

كل ما يملكونه ثقوب سوداء مرعبة، وجبايات لا تتراجع ولا تنقص ولا تنتهي، واستنزاف متوحش ومريع لأرواحنا المُتعبة..

نهب مثل الموت..
وفساد مروع ومهول ليس له سابق أو مثيل حتى في عالم الجحيم.

إرغام وتحدي وتغول وعيفطة..
وخبرة ألف عام من الجبايات تثقل كواهلنا المنهكة.

(2)

في أوربا وفي أشد محنة تواجهها في الغلاء والكهرباء، سعر الكيلو وات بـ 44 سنتاً ـ أي ما يساوي 250 ريالاً ـ فيما لدينا في عهد الكرامة التي أعزتنا بها “المسيرة القرآنية” سعر الكيلو وات وصل إلى دولار واحد، بل يأمل أن يصل إلى ضعف هذا إن بقي في الصبر حيلة، والأشد وطأة علينا أنه عهد لا يخجل ولا يستحي ولا يكترث.

(3)

الحد الأدنى لدخل المواطن الأوربي 5000 دولار، فيما الموظف اليمني بلا راتب ولا حيلة ولا قشة غريق..

المواطن هنا على باب الله يقتات جوعه ومآسيه، فيما مقدرات شعبنا تُنهب هنا وهناك جهارا نهارا، وكل جهة تبرر قبحها بقبح الأخرى، وكلها أقبح من بعض، حتى بلغتا بالقبح أكثر من مبلغه وأوجه، غير أن القبح هنا يدعي الله وباسمه والانحياز إليه.

جبايات لا تطاق هنا تتم باسم الله ورسوله، فضلا عن جمارك وضرائب تتصاعد وتصعد للسماء كمعراج النبي، وأعياد تتكاثر مثل الفطر، وجُباه مثل الشياطين يأكلون أكبادنا، ويخسفون أعمارنا ويسحقوننا حتى الرمق الأخير.

(4)

واجبات وجبايات تُلقى علينا مثل الجبال الراسيات على حطام أرواحنا..

مؤشرات كل شهر تزيد وترتفع دون درج أو مصاعد، وتسحق بثقلها أرواحنا، وتنيخ أحمال الجحيم على ما بقي فينا من حياة، ولا نرى ما يقابلها ويخفف من حملنا ما لا يُحتمل..
لا رواتب ولا إعانة ولا إغاثة، ولا فُتات .. أما التنمية والمشاريع فحدث ولا حرج في وجه متورم بالفجاجة، يدّعي دون أن يخجل أو يستحي، حتى قال بعضهم “افعل ما شئت إن لم تسحِ”.

(5)

إن لم تستطيعوا منح شعبنا شيئاً مما يستحق، على الأقل امنحوه قليلا من الحياء .. فكم هو أحوج إليه في عهدكم.

ثقوبكم السوداء وأمثالكم هنا أو هناك باتت مقابر لنا ولأحلامنا، وثروات ومقدرات شعبنا، وأحلام ومستقبل أجيالنا، فلماذا تبخلون عليه وعلينا بقليل من الحياء؟!!!

إننا اليوم في الحاجة وما أشدنا إليها، على الأقل قليلا من الحياء والخجل.

(6)

ما بقي من تعز تحت سنابك خيلكم تمنحكم 200 مليار كل عام، فلماذا تبخلون عليها بقليل من الحياء..؟!

وقس على تعز كل اليمن..
كل الوطن الذي تتقاسمونه مع خصومكم لا تمنحوه حتى فتات الفتات أو قليل من حياء..

وأكثر منه أنكم لا تخجلون وأنتم تمنون عليه..
يورد لكم ما لا يحصى ولا يُعد مال وثروة، ولا تمنحوه حتى بقايا من حياء، أم باتت وجوهكم كلها كلحا دون ماء أو ندى.. جرداء ومتصحرة، وبتنا والوطن غنيمة حرب لكم حتى يقول الحق كلمته، ويصيركم عار على التاريخ، بل وقبله عار على الحياة.

(7)

مؤسسة الاتصالات هي مؤسسة مساهمة
قطاع مختلط
يشتوا يلهفوها
ويلهفوا حقوق المساهمين..

وينطبق مثل هذا أيضا على هيئة الطيران والإرصاد، وشركة النفط، والبريد وغيرها من الوحدات الاقتصادية المستقلة.

(8)

اصحيح هذا..؟
الدبة المازوت تولد ٨٠ كيلو وات في الساعة
تباع للمواطن ب ٤٤ ألف ريال من القطاع الخاص بينما قيمة الدبة المازوت عشرة ألف ريال فقط.

(9)

اعتبر رئيس مجلس نواب صنعاء اللواء الشيخ يحيى الراعي أن نادي القضاة غير دستوري.

خمسة اعضاء فقط الذين وافقوا أو اتفقوا معه ومن ضمنهم العضو الذي يمثل الحكومة..

منعني رئيس المجلس من الكلام مستخدما سلطته وغلبته.

مقترح مكتوب قدمه رئيس لجنة العدل عبدالله خيرات وقرأه في القاعة، ولكن لم يتم تسليم نسخة منه للأعضاء، ولم يتم السماح لنا بمناقشته.. وتم الامتناع من تسليمي نسخة منه رغم متابعتي الحثيثة للحصول عليه.

احد الاعضاء قال لا نريد أن نكون محللين، فطلب رئيس المجلس سحب كلامه كون فيه إساءة للمجلس.

(10)

السلطة السياسية تشتي سلطة قضائية كل واحد فيها يدبر حاله..

افسد ما شئت طالما لازلت مواليا، وتدبر حالك من ظهور مواطنيك.
ذلك القضاء الذي تريده سلطة صنعاء.

(11)

رئيس مجلس نواب صنعاء يريد أن يستخدم سياسة العصا والجزرة مع نادي القضاة،
بل هو المخرج يريد منه أن يفعل هذا؟!!

(12)

‏السلطة الخفية في صنعاء وما والاها تعمل في البداية مخاتلة على إقناع “المركز”
ثم تنفذ ما مررته عبر المركز بصولجان وغلبة على الضحايا..

في كل مرة ترون وسترون ضحايا جدد، كانوا مواطنين أم شرائح اجتماعية؟؟
ثم تعود بعوائده لتتقاسمه بوجه الله.

(13)

“وكلاء” الحكومة في المجلس لازالوا يعيقوا نزول إحاطة لجنة الحريات وحقوق الإنسان لقاعة المجلس بشأن زيارتها للسجن المركزي.